الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. وبعد:
أخا الإسلام:
- لابدَّ لنا في هذا الشهر العظيم من توبة نصوح لا تشوبها شائبة.
- واعلم: ( إِنَّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُط يَده بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيء النَّهَار , وَيَبْسُط يَده بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيء اللَّيْل حَتَّى تَطْلُع الشَّمْس مِنْ مَغْرِبهَا ) رواه مسلم.
- واعلم أنه إذا كانت التوبة واجبة .. فهناك ما هو أوجب منها.. ألا وهو الإقلاع عن الذنب.. وإلا " فتوبتنا تحتاج إلى توبة.. واستغفارنا يحتاج إلى استغفار".
- ومما قرأت أن الإمام الشافعي رضي الله عنه، سئل ذات يوم عن ثمانية أمور: واجب، وأوجب، وعجيب وأعجب، وصعب وأصعب، وقريب وأقرب. فكان جوابه رضوان الله عليه :
من واجب الناس أن يتوبوا ***** ولكن تـرك الذنوب أوجب
والـدهر في صـرفه عجيب ***** وغفــلة النـاس عنــه أعجب
والصبر في النائبـــات صعب ***** ولكن فوات الثواب أصعــب
وكل مـا تـــرتجي قريــب ***** والمـوت من دون ذلك أقـرب
- فتأمل ما قاله الشافعي .. وتذكر:
إذا مد الصراط على جحيم ***** تصول على العصاة وتستطيل
فقــــوم في الجحـيم لهم ثبور ***** وقوم في الجنان لهم مقيـــــل
وبـان الحق وانكشف المغطى ***** وطال الويل واتصــل العويل
- واحرص.. أن تكون من سكان دار الخلد الذين تحدث الله عنهم في قوله: " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ . جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ " البينة 7 ، 8. وإياك أن تكون من " شَرُّ الْبَرِيَّةِ ".
- وكن متضرعا إلى الله سبحانه وتعالى في هذا الشهر المبارك قائلاً:
" اللهم أسألك الجنة ، اللهم أجرني من النار" ، فدعوة الصائم لا تُرد حين يفطر.. واحرص على هذه الخصال تنعم بالرضوان ويعمك الخير.
- الله أسأل لي ولكم تمام العافية، ومغفرة وستراً، وجنة ونهراً.